تُعدّ عمليتا استئصال اللوزتين واللحمية من الإجراءات الشائعة لدى الأطفال، والهدف منهما هو علاج مشكلات التنفس والالتهابات المتكررة وإيجاد حل دائم لاضطرابات النوم.
ورغم أن هذه الجراحة آمنة بوجه عام وتحظى بمعدلات نجاح عالية، قد يُساور القلق الوالدين حِيال المضاعفات التي تنجم عنها وتضر بصحة طفلهم.
لذا سنُلقي نظرة تفصيلية خلال مقالنا التالي على مضاعفات عملية اللوز واللحمية للاطفال، وكيفية التعامل مع تحديات ما بعد الجراحة، مثل رفض الأكل، كما نُجيب عن أكثر الأسئلة الشائعة التي تتعلق بهذا الأمر.
أسباب اللجوء إلى عملية اللوز واللحمية للأطفال
قبل الخوض في مضاعفات عملية اللوز واللحمية للاطفال، من المهم فهم الدوافع التي تستدعي إجرائها، وغالبًا ما يُلجأ إليها في الحالات الآتية:
- اضطرابات التنفس في أثناء النوم من أهم الأسباب، إذ يؤدي تضخم اللوزتين واللحمية إلى انسداد مجرى الهواء العلوي خلال النوم، مما يُسبب انقطاعًا مؤقتًا في التنفس والشعور بالأرق والشخير بصوت عالٍ، إضافة إلى فرط النشاط ونقص الانتباه خلال النهار بسبب سوء جودة النوم.
- التهاب اللوزتين عند الاطفال ، فإذا كان الطفل يُصاب بالتهاب اللوز البكتيري المتكرر، قد يُوصى بإجراء العملية لتقليل حدوث هذه النوبات.
- التهاب الأذن الوسطى المتكرر، خاصةً إذا كانت اللحمية متضخمة وتسد قناة استاكيوس -التي تربط الأذن الوسطى بالبلعوم الأنفي-، مما يُعيق تصريف السوائل ويُسبب الالتهابات وضعف السمع المؤقت.
- مشكلات البلع والكلام، فاللوزتان المتضخمتان للغاية قد تُسببان صعوبة في البلع، أو تُؤثران في نطق بعض الحروف.
- تأثر النمو البدني والعقلي في بعض الحالات الشديدة من اضطرابات التنفس، وذلك بسبب الحرمان المزمن من الأكسجين والنوم العميق.
مضاعفات عملية اللحمية واللوز للأطفال
قبل الحديث عن مضاعفات العملية، ينبغي معرفة الفرق بينها وبين الآثار الجانبية، فالمضاعفات هي حالات غير طبيعية لا تزول من تلقاء نفسها وتستدعي التدخل الطبي لعلاجها، أما الآثار الجانبية فهي الأعراض المُتوقع حدوثها بعد العملية وتزول مع مرور الوقت، وفيما يلي نوضح كلًا منهما:
مضاعفات عملية اللحمية واللوز للأطفال
معرفة المضاعفات المحتملة يُساعد الوالدين على الاستعداد والتصرف بصورة صحيحة في حال حدوثها، وتتضمن تلك المضاعفات ما يلي:
- النزيف الشديد الذي لا يتوقف ويتطلب التدخل الجراحي على الفور.
- العدوى في منطقة الجراحة.
- حدوث تلف في الأسنان أو الشفاه نتيجة استخدام الأدوات الجراحية على نحو خاطئ.
- تضييق مجرى الهواء أو تضرر عصب البلعوم.
الآثار الجانبية لعملية اللحمية واللوز
على الرغم من أن عملية استئصال اللوزتين واللحمية تُعد آمنة وفعّالة، قد يصاحب فترة التعافي بعض الآثار الجانبية التي قد تُقلق الوالدين، من أبرزها:
- الشعور بالألم عقب الجراحة مباشرةً وضعف القدرة على البلع، مما يؤدي إلى رفض الطفل الأكل بعد عملية اللوز، ويمكن تجاوز ذلك الأمر من خلال:
- تقديم السوائل الباردة والأطعمة اللينة لا سيما في الأيام الأولى، مثل الماء والعصائر والآيس كريم والزبادي والجيلي والبطاطس المهروسة.
- تجنب الأطعمة والمشروبات الصلبة والحارة والحمضية، مثل عصير البرتقال والليمون والمشروبات الغازية.
- الالتزام باستخدام مسكنات الألم الموصوفة من قِبَل الطبيب بانتظام.
- تحلي الأهل بالصبر وتشجيعهم للطفل حتى يتخطى تلك الفترة.
- الغثيان والقيء في الساعات الأولى بعد العملية بسبب مواد التخدير أو ابتلاع الدم.
- تغير مؤقت في صوت الطفل ليصبح أنفيًا بعد إزالة اللحمية، بالإضافة إلى شعور عام بالتعب والخمول.
يمكنك قراءة المزيد عن : عملية استئصال اللوز واللحمية للاطفال
الأسئلة الشائعة حول جراحة اللوز واللحمية
في نطاق حديثنا عن مضاعفات عملية اللوز واللحمية للاطفال، توجد بعض الأسئلة التي تؤرق بال الأهالي، وسنجيب عنها في السطور القادمة:
هل توجد أي مخاطر على الطفل أثناء عملية اللحمية؟
علاج لحمية الانف بالمنظار في حد ذاته إجراء آمن نسبيًا، ومع ذلك فحاله مثل حال أي عملية جراحية تحتوي على مخاطر متعلقة بالتخدير أو النزف في أثنائها.
ما هو السن المناسب لعملية اللوزتين واللحمية للأطفال؟
لا يوجد سن موحد لعملية اللوزتين واللحمية، فالقرار يعتمد على شدة حالة الطفل وتأثيرها في صحته، ومع ذلك يُفضل الأطباء الانتظار عادةً بعد سن ثلاث سنوات لعدّة أسباب، منها:
- اكتمال نمو الجهاز التنفسي.
- تقليل مخاطر التخدير.
لكن حالات تضخم اللوز واللحمية الشديدة التي تُسبب انقطاعًا حادًا في التنفس خلال النوم أو مشكلات في النمو، قد تُجرى العملية في سن أصغر بناءًا على تقييم شامل للحالة من قِبَل طبيب الأنف والأذن والحنجرة.
هل تؤثر اللحمية على ذكاء الطفل؟
الحمية بحد ذاتها لا تؤثر في ذكاء الطفل، إلا أن المشكلات التي تُسببها قد تؤدي لذلك بصورة غير مباشرة، فعندما تتضخم وتُعيق التنفس ليلًا، فإن الطفل يُعاني انقطاعًا متكررًا في التنفس ونقصًا في الأكسجين الواصل إلى الدماغ، بالإضافة إلى عدم حصوله على النوم العميق المريح، وهذا الحرمان المزمن من النوم والأكسجين يمكن أن ينجم عنه:
- صعوبات في التركيز والانتباه.
- فرط النشاط.
- تراجع الأداء الدراسي.
- تأخر في النمو البدني والعقلي.
- مشكلات سلوكية.
وفي صدد الحديث عن مضاعفات عملية اللوز واللحمية للاطفال، نوّد التنبيه على أنها نادرة الحدوث نسبيًا، كما ننصح الأهالي باتخاذ قرار العملية دونَ خوف أو تردد مع دكتور ماهر ذي خبرة في إجراء هذه الجراحات؛ لتجنب مضاعفاتها قدر الإمكان.
يمكنك قراءة المزيد عن :